للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
الأخبار المثبتةتوعية اجتماعية

«عُنف الإهمال» يُدمّر الأسرة !

( الفوز – خليجيات )

تُبيّن الإحصاءات العالمية أن الأطفال يتعرّضون للعنف بكافة أشكاله البدني واللفظي والنفسي، بالإضافة إلى العنف عن طريق الإهمال، وذلك في جميع مراحل الطفولة، وفي بيئات متنوعة، وغالباً ما يكون ذلك على أيدي أفراد موثوق بهم من الذين يتفاعلون معهم يوميًّاً.

وهذا العنف ليس حكراً على الأطفال، بل يشمل كل الفئات الضعيفة في الأسرة، خاصة النساء والفتيات وكبار السن، كما يتعرض له المراهقون، والرجال البالغون أحياناً من قبل زوجاتهم إذا كنَّ في مراكز قوة، ويتواصل ذلك مع الأسرة طوال عمرها فينخر أساساتها ويخرج للمجتمع أفراداً بنفسيات هشَّة مشوهة لا يستطيعون مواجهة الحياة وتحقيق الإنجازات.

آثار عميقة :

والإهمال وإن كان نوعاً من الإيذاء الأسري الذي لا يترك أثراً ظاهراً في جسد الضحية كالعنف البدني، إلاّ أنه يترك آثاراً عميقة في نفسيته وإدراكه ومستواه التعليمي وبالطبع في مستقبله، كما أنه يؤثر في المجتمع بتوارث هذه التصرفات جيلاً بعد جيل.

وقد يتسبب الإهمال في إلحاق الأذى المباشر بالطفل يصل إلى حد الوفاة، بسبب سهولة تعرض الطفل لأماكن الخطر دون رعاية أو متابعة من الأبوين، ودون تربيته وتعليمه طريقة التصرف الصحيح في مثل هذه المواقف.

وكما أن الإهمال لا علاقة له بالغنى والفقر، فإنه لا علاقة له أيضاً بالمستوى التعليمي للعائلة، فكثير من الأسر الفقيرة والآباء غير المتعلمين أكثر اهتماماً بأبنائهم من أسر غنية من طبقات اجتماعية عليا.

فشل مستمر :

والإهمال نوع خفي لـ “العنف الأسري”، ويُعرف بشكل عام على أنه الفشل المستمر في تلبية احتياجات الطفل أو الزوجة، الأساسية المادية أو النفسية أو كليهما، وفي حالة الطفل يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة على صحة الطفل أو نموه.

ويمكن أن يُعرف الإهمال بأنه عدم وجود شخص مسؤول عن رعاية الطفل وتربيته لحماية صحته الجسدية والنفسية والسلامة العامة، وهناك أنواع كثيرة من الإهمال منها الإهمال المادي، والجسدي، والعاطفي، والطبي، والتعليمي، والإهمال العام الذي قد يضم أكثر من نوع.

أوامر إسلامية :

وأمرت الشريعة الإسلامية برعاية الطفل والمحافظة على حياته وصحته ونموه، فجعلت حضانته واجباً على الأبوين في حالة بقاء الزوجية حتى لا يكون عرضة للهلاك والضياع والإهمال، ولكن عندما تنفصم عرى الزوجية فالأم هي الأولى بحضانة الأطفال، وذلك لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن امرأة قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ بَطْنِي لَهُ وِعَاءً، وَثَدْيِي لَهُ سِقَاءً، وَحِجْرِي لَهُ حِوَاءً، وَإِنَّ أَبَاهُ طَلَّقَنِي، وَأَرَادَ أَنْ يَنْتَزِعَهُ مِنِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَنْتِ أَحَقُّ بِهِ، مَا لَمْ تَنْكِحِي”.

وقد حمى الإسلام الطفل من أن يكون مسرحاً لنزاع الوالدين وشقاقهما، فقد حرَّم القرآن الكريم مضرة أحد الوالدين للآخر عن طريق الإساءة للطفل أو إهماله، فقال الله تعالى: “لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ”.

مستويات المشكلة :

وقالت د. منال المنتصر -اختصاصية طب الأطفال وعضو فريق حماية الطفل بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال-: “إن أسباب الإهمال معقدة ويمكن أن تقسم إلى ثلاث مستويات، الأول: “المستوى الشخصي” والذي يتضمن بعض صفات مقدمي الرعاية -غالباً ما يكون الوالدين-، فمثلاً قد يكون الإهمال بسبب عدم المعرفة بحاجات الطفل الأساسية، أو عدم النضج العاطفي، أو صغر سن الأم، أو كثرة الأطفال، أو المشاكل النفسية لدى الأبوين وخاصة الاكتئاب. الثاني:”المستوى العائلي” وفيه يؤثر العنف الأسري بشكل مباشر وسلبي على الأطفال من خلال تعرضهم للإهمال، والأمراض المزمنة لأحد الوالدين أو كليهما، والأمراض المزمنة للطفل، وتعاطي الكحول أو المخدرات أو الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية السيئة. الثالث: “المستوى الاجتماعي” وكثيراً ما يتم الربط فيه بين الفقر والإهمال، على الرغم أن العديد من الأسر ذات الدخل المنخفض يقومون بتوفير البيئة الآمنة لأطفالهم نفسيًّاً وبدنيًّاً واجتماعيًّاً، بينما تفتقر بعض الأسر ميسورة الحال لهذا الأمر وتترك الطفل للخادمة دون متابعة منهم لقيامها بتلبية احتياجاته.

علامات وتأثيرات :

وذكرت د. منال المنتصر أن للإهمال عدة أنواع، كل منها يكون له علامات وتأثيرات مختلفة على الطفل، فهناك الإهمال الجسدي الذي يتمثل في عدم توفير الطعام أو الملبس أو النظافة الشخصية، أو رفض أو إرغام الطفل على ترك المنزل، أو التخلي عن الطفل دون أي ترتيبات للعناية به، وقد ينتج عن هذا النوع من الإهمال علامات سوء التغذية أو الزيارات المتكررة لقسم الطوارئ، والمظهر المهمل، والتصرفات العدوانية، وفوضوية الطفل، أو الخجل الشديد، والاهتمام بالغرباء، والرغبة في لفت الانتباه، أو وجود الطفل باستمرار خارج المنزل، لافتةً إلى أنه يُعتبر الإهمال العاطفي من أكثر أنواع الإهمال تدميراً للطفل ويُمكن أن يتمثل في عدم إعطاء الحب الكافي، أو عدم الاهتمام المعنوي، أو رفض العلاج أو توصيات المدرسة، وقد ينتج عن الإهمال العاطفي عدم إحساس الطفل بالأمان، وسوء الإحساس بالذات وفقدان الثقة بالنفس، والإدمان، والانتحار، وعندما يكبر هذا الطفل يكون أكثر عرضة لإهمال أبنائه.

وأضافت: كشفت دراسة أميركية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الإهمال العاطفي في طفولتهم هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للإصابة بسكتات دماغية لاحقًا، مبينةً أن من أنواع الإهمال الأخرى، الإهمال التعليمي والذي قد يتمثل بعدم تسجيل الطفل في المدرسة في السن القانونية، وعدم متابعة التحصيل الدراسي وحضور الاجتماعات الدورية لأولياء الأمور، ومن نتائجه أن يصبح الطفل منطوياً أو مخرباً، مع تدني التحصيل الدراسي.

المصدر : صحيفة الرياض – جده / حامد الحامد

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock