للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
الأخبار المثبتة

أيها الأب ” ابنِ ابنك ولا تبنِ لابنك “

( الفوز – منوعات )

قدّم مدير جامعة الخرطوم في موتمر التعليم نصيحة للآباء حول أبنائهم جاء فيها:

((أيها الأهل: إياكم أن تبنوا طوبة واحدة لأولادكم٬ إياكم أن تبنوا لهم بيتاً أو تشتروا لهم شقة أو أرضاً أو تتركوا لهم مالاً في البنك إن كان معكم مال زيادة.

استثمروا في أولادكم وإياكم أن تستثمروا لهم. اصرفوا كل الفلوس الزائدة معكم عليهم، أدخلوهم أفضل المدارس وأفضل الجامعات وعلّموهم أفضل تعليم، علّموهم لغتين أو ثلاثاً أو أربعاً، فهّموهم أن النجاح في الحياة ليس من الضروري أن يكون مرتبطاً بالنجاح في المدرسة أو الجامعة، وأن الله سبحانه خلق لكل واحد موهبة، فالمحظوظ من يكتشفها، والذكي الذي يشتغل عليها، والناجح هو الذي يشتغل بها.

لذلك، اكتشفوا مواهب أولادكم، اشتغلوا واصرفوا عليها وكبّروها، واجعلوهم يشتغلون ويكبرون بها. فلن يعملوا بالمال شيئاً لو كبروا ووجدوا أنفسهم لا يملكون سواه، والبيت الذي ستقضون عمركم كله تستثمرون فلوسكم فيه وتبنونه لهم، هم سيأتون بأفضل منه في وقت ومجهود أقل بكثير لو أنكم كرّستم فلوسكم ومجهودكم في أنكم تبنون أولادكم وتستثمروا في شخصهم.

فلتبنوا أبناءكم ولا تبنوا لهم، واستثمروا فيهم ولا تستثمروا لهم. الورث الحقيقي لأولادكم ليس مالاً أو بيتاً أو أرضاً، بل الورث الحقيقي هو أولادكم أنفسهم)).

عندما يبني الأب أولاده ولا يبني لهم، هذا يجعلهم لبنة نافعة لمجتمعهم، نافعين لأنفسهم، قادرين على الصمود والتحمّل، وهذا يجعل قصة سيدنا عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه تتبادر إلى ذهننا، حينما حضرته المنيه فقيل له: هؤلاء بنوك (وكانوا اثني عشر) ألا توصي لهم بشيء; فإنهم فقراء؟ فقال: (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) الأعراف:196، والله لا أعطيهم حق أحد، وهم بين رجلين: إما صالح فالله يتولى الصالحين، وإما غير صالح فما كنت لأعينه على فسقه، وفي رواية: فلا أبالي في أي واد هلك، وفي رواية: أفأدع له ما يستعين به على معصية الله، فأكون شريكه فيما يعمل بعد الموت؟ ما كنت لأفعل. ثم استدعى أولاده فودّعهم وعزّاهم بهذا، وأوصاهم بهذا الكلام، ثم قال: انصرفوا عصمكم الله، وأحسن الخلافة عليكم. قال: فلقد رأينا بعض أولاد عمر بن عبدالعزيز يحمل على ثمانين فرسا في سبيل الله، وكان بعض أولاد سليمان بن عبدالملك مع كثرة ما ترك لهم من الأموال يتعاطى ويسأل من أولاد عمر بن عبدالعزيز، لأن عمر وكل ولده إلى الله عز وجل، وسليمان وغيره إنما يكلون أولادهم إلى ما يدعون لهم من الأموال الفانية، فيضيعون وتذهب أموالهم في شهوات أولادهم.

وخير شاهد من كتاب الله: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم، فليتقوا الله) النساء:9، أي يتقوا الله في تربيتهم، ويتقوا الله في طعامهم، ويتقوا الله في تعليمهم، ويتقوا الله في توجيه أولادهم وتسوية نفوسهم تسوية سوية تجعلهم لبنة نافعة في مجتمعهم، قادرين على العطاء والبناء والرقي بأنفسهم وبمن حولهم.

فتربية الأبناء كأي زرع يحتاج إلى رعاية وعلم، ومن يزرع خيراً في أولاده يحصد خيراً من أولاده، ومن يزرع شراً في أولاده يحصد شراً من أولاده والعياذ بالله.

فليتق الله كل منا في أولاده، فيسعى إلى إعطائهم حقهم على قدر استطاعته من علم وثقافة ورعاية وحنان، ثم يأتي دور المال أخيراً، لأنهم يكونون جاهزين لاستخدامه في الخير، وعدم إهلاكه في المعاصي لأنهم تربّوا تربية سوية تحت جناح والد اتقى الله في أبنائه.

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock