للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
إضاءات

ما هي السلفية ومن هم السلفيون؟

( الفوز – خليجيات )

8289.imgcache

في الآونة الأخيرة ظهرت بعض الأصوات التي تتهم السلفيين بأنهم دُعاة فتنة وتكفير، وهذه الدعاوى باطلة من أساسها كون من يطلقها يجهل ما هي السلفية ابتداءً، فلو سألته ماذا تعني السلفية ما أجابك، نال هذا التطاول وهذا الظلم دعوة التجديد التي قام بها الإمام محمد بن عبدالوهاب وبدعم ومساندة من الإمام محمد بن سعود – رحمهما الله – كون هذه الدعوة أو الحركة التجديدية من أشهر الحركات السلفية في عالمنا الإسلامي.

ومما يؤسف له أن بعض الطبقات المثقفة سواء في عالمنا العربي أو حتى داخل وطننا المملكة العربية السعودية انساق وراء هذه الدعاوى، بل صار مروجاً لها، من أجل ذلك عزمت على كتابة هذه المقالة، مبتغياً بذلك الأجر من الله أولاً في دفاعنا عن ديننا وعقيدتنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وثانياً آملاً بأن يكون في ما سأعرضه من بيان وإيضاح كشفاً لغشاوة سببت هذا الظلم وهذا التجني على منهجنا السلفي ودعوة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب.

ما هي السلفية ومن هم السلفيون؟

يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – معرفاً لها:

«الدعوة السلفية هي الدعوة إلى ما بعث الله به نبيه محمداً -عليه الصلاة والسلام- هي الدعوة إلى التمسك بالقرآن العظيم والسنة المطهرة، هذه هي الدعوة السلفية، الدعوة إلى السير على المنهج الذي درج عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة ثم المدينة من إبلاغ الدعوة إلى المسلمين وغيرهم، وتوجيه الناس إلى الخير وتعليمهم ما بعث الله به نبيه من توحيد الله والإخلاص له، والإيمان برسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وترك الإشراك بالله -عز وجل- والقيام بما أمر الله به ورسوله، وترك ما نهى الله عنه ورسوله، هذه الدعوة السلفية».

ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في تعريف السلفية والسلف:

«السلفيَّة هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم سلفنا تقدموا علينا، فاتِّباعهم هو السلفيَّة، وأما اتِّخاذ السلفيَّة كمنهج خاص ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كانوا على حقٍّ: فلا شكَّ أن هذا خلاف السلفيَّة، فالسلف كلهم يدْعون إلى الإسلام والالتئام حول سنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يضلِّلون مَن خالفهم عن تأويل، اللهم إلا في العقائد، فإنهم يرون من خالفهم فيها فهو ضال».

لكن بعض من انتهج السلفيَّة في عصرنا هذا صار يضلِّل كل من خالفه ولو كان الحق معه، واتَّخذها بعضهم منهجاً حزبيّاً كمنهج الأحزاب الأخرى التي تنتسب إلى الإسلام، وهذا هو الذي يُنكَر ولا يُمكن إقراره، ويقال: انظروا إلى مذهب السلف الصالح ماذا كانوا يفعلون في طريقتهم وفي سعة صدورهم في الخلاف الذي يسوغ فيه الاجتهاد، حتى إنهم كانوا يختلفون في مسائل كبيرة، في مسائل عقديَّة، وفي مسائل علميَّة، فتجد بعضَهم – مثلاً – يُنكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى ربَّه، وبعضهم يقول بذلك، وبعضهم يقول: إن الذي يُوزن يوم القيامة هي الأعمال، وبعضهم يرى أن صحائف الأعمال هي التي تُوزن، وتراهم – أيضاً – في مسائل الفقه يختلفون، في النكاح، في الفرائض، في العِدَد، في البيوع، في غيرها، ومع ذلك لا يُضلِّل بعضهم بعضاً.

فالسلفيَّة بمعنى أن تكون حزباً خاصّاً له مميزاته ويُضلِّل أفراده سواهم: فهؤلاء ليسوا من السلفيَّة في شيء.

وأما السلفيَّة التي هي اتباع منهج السلف عقيدةً، وقولاً، وعملاً، واختلافاً، واتفاقاً، وتراحماً، وتوادّاً، كما قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسهر»، فهذه هي السلفيَّة الحقَّة.

وعن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب يقول الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله-:

إن دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله هي الدعوة الإسلامية التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام وسلف هذه الأمة الصالح، ولهذا نجحت وحققت آثاراً عظيمة رغم كثرة أعدائها ومعارضيها في العالم الإسلامي أثناء قيامها، وذلك مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله».

وهذه الدعوة وإن كانت ضمن سلسلة دعوة الإصلاح ومرتبطة بمذهب السلف الصالح السابق لها؛ ولم تخرج عنه, إلا أنها تستحق المزيد من الدراسة والعناية وتبصير الناس بها؛ لأن الكثير من الناس لا يزال جاهلاً حقيقتها، ولأنها أثمرت ثمرات عظيمة لم تحصل على يد مصلح قبله بعد القرون المفضلة، وذلك لما ترتب عليها من قيام مجتمع يحكمه الإسلام.

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock