للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
إضاءاتالأخبار المثبتة

” في الفتنة أمسك عليك لسانك “

( الفوز – مقالات )

أيها المواطن الكريم تفكر وتعقل وتبصر .

الوطن له رجال هم حماته بعد الله وأنا لا أتكلم عن قدرة الله وعن قوته القاهرة البالغة ، ولا وعن القدر المكتوب والمغيب عنا، بل أتكلم عن الأسباب التي هي من الإيمان ومن التوكل على الله ، بل إن ترك الأسباب قدح في التوكل على الله.

من الأشياء التي يعجز القلم عن وصفها ، والصدر على حملها ، الولوج في كل شاذة وفاذة ، والتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، حتى انك لتسمع التكلم من رعاع الناس في الأمور المصيرية للأمة التي لا يتكلم فيها إلا الكبار من أهل الرأي والمشورة يتحدث عنها سفهاء القوم وصبيانها .

وهذه قصة قد يستفيد منها الحاذق اللبيب ,وهي لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وكانت أول خطبة خطبها ثم قال : أيها الناس من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فلا يقربنا : يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها، ويعيننا على الخير بجهده، ويدلنا من الخير على ما نهتدي إليه، ولا يغتابن أحداً، ولا يعترض في ما لا يعنيه.

فانقشع الشعراء والخطباء وثبت عنده الفقهاء والزهاد وقالوا: ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف قوله فعله.

( الكامل في التاريخ 2/371 )

والشاهد من هذه القصة هو لايعترض في مالا يعنيه ، وهذا هو حال ولاة أمرنا نحسبهم والله حسيبهم.

فلعلنا نستفيد من هذه القصة الجميلة عندما دخلوا على أبي دجانة رضي الله عنه وهو مريض فكان وجهه يتهلل فقيل له: ما بال وجهك يتهلل يرحمك الله ؟ فقال : ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنين كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي للمسلمين سليما , (ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم).

وعن أبي شهاب عن عمرو بن قيس أن رجلاً مر بلقمان والناس عنده فقال : ألست عبد بني فلان, قال: بلى، قال: الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا قال: بلى، قال: فما الذي بلغ بك ما أرى قال: صدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني.

(الصمت ، لابن أبي الدنيا ) .

لعلنا نفهم بأوجز عبارة وهو عدم التكلم بكل شئ وخصوصا الأمور الكبار والتي فيها تحديد أمور مصيرية ,وفي الخلل بها قد تزهق نفوس وتنتهك أعراض ونحن لا نشعر ، فالسلامة لايعدلها شئ.

فحال السلف رحمهم الله وطريقة حياتهم والتعامل مع الحياة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ففيها الشفاء للأسقام والوصول إلى بر الأمان بعد توفيق الله .

بل لايكتفون بذالك حتى إذا تدخلوا في مالا يعنيهم يعاقبون النفس بالأدوية المناسبة كحال حسان بن أبي سنان عندما مر بغرفة فقال:  مذ كم بنيت هذه؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: وما عليكِ مذ كم بنيت ؟! تسألين عما لا يَعْنيك ؟! فعاقبَها بصوم سنة.

فعلينا إلزام أنفسنا والستنا الصمت عن مايعود على أمتنا بالمضرة.

فعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال : ما من شيء أحقُّ بالسجن من اللسان . وقال غيرُه : مَثَلُ اللسان مَثَلُ السَّبُع إن لم تُوثقه عَدَا عليك .

ويروى أن قسَّ بن ساعدة وأكثم بن صيفي اجتمعا، فقال أحدهما لصاحبه : كم وجدت في ابن آدم من العيوب ؟ فقال : هي أكثر من أن تُحصى، والذي أحصيتُه ثمانيةُ آلاف عيب، ووجدتُ خصلةً إن استعملتها سترتَ العيوبَ كلَّها، قال : ما هي ؟ قال : حفظ اللسان .

كتبه فضيلة الشيخ : سامي بن سليمان المشيقح . (بتصرف ) ..

عضو الدعوة والإرشاد في وزارة الشؤون الإسلامية

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock