للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
الأخبار المثبتة

العمل التطوعي في بريطانيا.. واجب وطني

( الفوز – العربي الجديد )

ماذا لو طلب منك مباشرة عملك في الساعة السابعة صباحاً في ظل طقس أقل ما يقال عنه إنه صعب، ودون أجر مادي، أليس الفراش الدافئ والتمتع بقهوة الصباح أفضل؟

سؤال يجيب عنه آدم جونسون بالقول “لا أراه كذلك”. ويؤكد آدم، الصحافي والمذيع في محطة “راديو هارو أون ذي هيل” شمال العاصمة البريطانية لندن، أنه يستمتع بتقديم برنامج خيري بعنوان “ما يرغبه المستمعون” لمرضى مستشفى “نورث ويك بارك” في الساعة السابعة صباحا ولمدة 45 دقيقة، في حوار شبه مباشر مع مستمعيه من ذوي الأمراض المستعصية أو كبار السن.

حوار آدم وجمهوره هو الطاقة الإيجابية التي يٌشحن بها لبدء يوم عمل قد يكون طويلاً، مرة كل أسبوع وعلى مدى 18 عاما.

آدم ليس إلا واحداً من نحو 22 مليون بريطاني يشاركون رسمياً في العمل التطوعي كل عام في المملكة، ويرونه واجباً وطنياً. ونصف المتطوعين انخرطوا في العمل الخيري لأنه طلب منهم تقديم العون والمساعدة.

وتمتلك بريطانيا في أقاليمها الأربعة أكثر من 200 ألف منظمة خيرية تنفيذية، وقرابة عشرة آلاف منظمة خيرية مانحة وملايين الأجسام الخيرية والتطوعية غير المسجلة، تدعمها سوق تبرعات رائجة تقدر بـ9.3 مليارات جنية إسترليني سنوياً، ويعمل في قطاعها الخيري قرابة 775 ألف موظف، فيما تبلغ ساعات العمل التطوعي الرسمي 90 مليون ساعة عمل كل أسبوع.

ترى كيف استطاعت المملكة المتحدة تحقيق هذه الإنجازات على صعيد العمل التطوعي؟

قبل أكثر من 400 عام، وضعت بريطانيا القانون الأول للعمل الخيري وكان مختصراً، لكنه تطور على مر السنين ليصبح عملاقاً، حيث توجد داخل القطاع الخيري البريطاني منظمات خيرية كبيرة جداً تعمل على تطوير القطاع بالتدريب والبحث والدراسات وبناء المعايير المهنية مثل المجلس الوطني للمنظمات الخيرية NCVO، ومنظمة مساعدة المنظمات الخيرية CAF، ورابطة المنظمات الخيرية المانحة ACF، ومعهد جمع التبرعات IF، ومركز أبحاث التطوع IVR، ومركز أبحاث القطاع الثالث TSRC، إضافة إلى عشرات البرامج التعليمية الجامعية والعليا المتخصصة في مجالات الإدارة للمنظمات الخيرية.

وتوفر الحكومة البريطانية أكثر من 4500 منحة وبرنامج مالي للمنظمات المحلية خلال عام واحد تقدر بمليارات الجنيهات لتشجيع قيم وثقافة العمل التطوعي في المجتمع.

بدورها، تولي وزارة التربية والتعليم اهتماما بالغاً للعمل التطوعي في وضع مناهج وبرامج مدرسية تهدف إلى تعميق ثقافة التطوع والعطاء لدى التلاميذ والطلبة في المدارس الحكومية والخاصة.

وكمثال على تشجيع فئة الشباب للانخراط في العمل التطوعي، تذكر أنغريد، أو كما أرادت أن يطلق عليها، وهي طالبة إعدادي، ومتطوعة لجمع التبرعات من المنازل لصالح منظمة “أبحاث السرطان” (cancer research)، أن عملها التطوعي هو جزء من مقررها المدرسي وعليه يجب أن تعمل مدة 50 ساعة في السنة، وتدعم ذلك برسالة تعهد وتقرير مفصل من الجهة التي تقوم بالعمل لصالحها. وترى أنغريد أنها فرصة للمساهمة في خدمة المجتمع، ولا تمانع لو كان ذلك في دار رعاية اجتماعية، أو قراءة كتاب لضرير، أو تسلية أطفال في دور الأيتام.

تجربة بريطانيا في العمل الخيري ليست متميزة بمردود مادي، أو كرم فردي فحسب، بل هي وعي بضرورة رد الجميل للمجتمع، ونفع أناس بحاجة للمساعدة. ويقول خبراء علم النفس إن المردود المعنوي للعمل التطوعي يفوق العائد المادي بكثير في أهميته وفائدته، لذا ينصح به كثيراً في التنمية البشرية لعلاج الاكتئاب، والإحساس بالوحدة.

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock