لماذا ننسى أحلامنا ؟ العلماء يجيبون
( الفوز – منوعات )
وتكمن المشكلة في الأحلام، أنه كلما ازداد تشوش الصور والتباسها، كلما كانت أكثر قابلية للنسيان، إذ يؤكد دييدر باريت، البروفيسورفي علم النفس، أن تذكر الأحلام ذات البنية الواضحة أسهل علينا بكثير، كما أن انخفاض مستوى هرمون النورأدرينالين بشكل طبيعي خلال النوم العميق، يلعب دورًا كبيرًا في نسيان الأحلام، لأنه مسؤول عن تهيئة الجسم والعقل للعمل، بالإضافة لتعزيز الذاكرة.
وتقول فرانشيسكا سيكلاري، طبيبة أبحاث النوم في مستشفى “لوزان الجامعي”: “من الجيد أن يكون عالم الحلم مختلفا عن عالم اليقظة، إذ إن تذكرك كل تفاصيل أحلامك، قد يجعلك تخلط بينها وبين ما يحدث في حياتك الحقيقية”. وتضيف: “يوجد أشخاص يتذكرون أحلامهم جيدا، ويعانون مشكلة في تصدير تلك الذكريات إلى واقعهم، كما أن بعض المصابين باضطرابات النوم، يجدون صعوبة فيالتمييز بين اليقظة والنوم، مما يسبب لهم مشكلات وشعورا بالحرج والارتباك”.
وتوضح سيكلاري أن تزامن الأحلام مع دخول النائم مرحلة “النوم الريمي”، ليس من قبيل المصادفة، لأن الأحلام تتأثر بمستويات بعض المواد الكيميائية في أجسادنا أثناء النوم، مثل انخفاض مستوى النورأدرينالين في الدماغ، وإذا ازداد هذا الهرمون بسرعة كبيرة بمجرد الاستيقاظ، بسبب إيقاظنا بصوت منبه مثلًا، فستزيد قابليتنا لنسيان الأحلام.
ويوضح روبرت ستيغولد، الباحث في علم النوم بكلية الطب في جامعة “هارفارد”، أن من يحلمون في مراحل نومهم التي تسبق “النوم الريمي”، يميلون لتذكر هذه الأحلام بعد استيقاظهم، وهذه المراحل تكون أول 5 أو 10 دقائق بعد النوم، أما من يغفون بشكل سريع (بالطريقة التي يتمناها الجميع)، فينتقلون أسرع لمرحلة “النوم الريمي”، ولا يتذكرون شيئاً من أحلامهم لاحقاً.