للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
الأخبار المثبتةمنوعاتمنوعات عامة

” البراحه “ملتقى الكويتيين قديما ومتنفس لهم

( الفوز – كونا )

image

(يا من عين الضالة جزاه الله خير والحلاوة انتين والعقلان على الله) إلى جانب عبارات أخرى كانت (البراحة) محلا لها في أحياء الكويت القديمة.

والبراحة في الكويت هي أشبه بمرآة صادقة مغزولة بألوان التقاليد والثقافة ومكان للقاء ومتنفس أيضا بعيدا عن ضيق البيوت في ذلك الزمان.

وتداول أهل الكويت قديما كلمة (البراحة) للدلالة على الساحة الواسعة بين المنازل وهي لفظ مأخوذ من (البراح) أي المتسع من الأرض.

وكان رجال (الفريج) يجلسون في البراح بعد صلاة العصر يتحدثون فيما بينهم في حين يلعب الأولاد كما كان موقعا لتجمع الأغنام حيث ينتظرها الأطفال حتى يأخذوها إلى منازلهم.

image

وانتشرت في بعض البراحات دكاكين يرتادها أهالي (الفريج) لشراء حاجاتهم العاجلة كما يقصدها الأطفال لشراء الحلويات والمكسرات.

وشهدت البراحات إقامة حفلات الغناء والأعراس ورقصات العرضة وفي الأعياد كانت تنصب فيها ألعاب العيد كالأراجيح من أجل إمتاع الصغار الذين يذهبون الى ساحات اللعب الجماعي ويتوجهون الى الباعة لشراء الحلويات وكانت هذه البراحات تضم ألعابا مثل (الديرفة) و(القليلبة).

وفي الأيام العادية كان الأطفال يتجهون إلى البراحات للعب (التيل) وهي إحدى الألعاب الصيفية التراثية التي يشارك فيها ثلاثة أو أربعة أطفال لإلقاء (التيلة) وتتألف هذه اللعبة من ثلاث (كوينات) و(الكوينة) حفرة صغيرة وهناك خط يبعد عن أول (كوينة) نحو مترين أو ثلاثة أمتار.

image

ولم تغب المرأة الكويتية عن البراحات حيث كانت تبيع ما صنعته من (كبة) و(باجلة) و(نخي) و(المهياوة) وخضراوات وذلك بمساعدة زوجها في البيع وكانت النظافة هي السمة المميزة لتلك السلع.

وتعددت البراحات الكويتية وتميزت كل منها عن الأخرى ومن أشهرها براحات (ابن بحر) و(السبعان) و(بوزبر) و(الرندي) و(بوياسين) و(الشاوي).

ورصدت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ذكريات بعض الكويتيين الذين عاصروا زمن البراحات فقالت المواطنة أم عبدالله البناي التي تبلغ من العمر 70 عاما إن المرأة شاركت حينذاك في تحسين الحياة المعيشية البسيطة فبالإضافة الى عمل الكبة كانت تقف مع زوجها وتقوم بطبخ السمسمية.

image

وأضافت أم عبدالله أن المرأة الكويتية كانت تبيع السمسمية لأبناء الحي وتجلس مع بعض البائعات عند البراحات ومفترق الطرق لبيع السبال والاجار وشعر البنات.

من جانبه قال المواطن عبداللطيف الدويسان “إن تراثنا الكويتي يزخر منذ القدم بمهن اندثرت في هذا الوقت منها مهنة المنادي أو المطرب الذي كان يجوب البراحات والفرجان مناديا بأعلى صوته عن فقدان شيء ما ومن يجد ذلك له الأجر على الله أو مكافأة رمزية”.

وأضاف الدويسان “نتذكر (أبو طبيلة) الذي كان يطوف في البراحات في ليالي رمضان وقت الأسحار ليوقظ الناس وكان يردد بعض الأدعية والعبارات التي تشجع الناس على الاستيقاظ ومن هذه العبارات (لا إله إلا الله محمد رسول الله اصحى يا نايم واعبد ربك الدايم قوم صل قوم صوم واتسحر بالمقسوم لا إله إلا الله محمد رسول الله لا إله إلا الله محمد رسول الله)”.

image

ولأن البراحات كان لها شأن كبير في ذلك الوقت فقد تغنى بها بعض الشعراء منهم الشاعر عبدالله العتيبي الذي رأى فيها صورة من تراث البلاد كما تحدث عنها الفنان أيوب حسين في فنه كجزء لا يتجزأ من تراث الكويت القديم واصفا إياها بأنها “مكان فسيح تحيط به المنازل التي يسكنها الأهالي ويجلسون في إحدى نواحيها ليتبادلوا الأحاديث والألعاب المختلفة”.

وأشار حسين إلى وجود الدكاكين ومخابز التنور في البراحات ودور المرأة فيها وذكر أسماء بعض البراحات التي قام برسمها منها (براحة مبارك) و(براحة الدبوس).

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock