للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
منوعات عامة

سحـر العـفـن الغروي وغموضه 

( الفوز – منوعات )

يحب الرطوبة، ويُطلق الأبواغ، ويتخذ تشكيلة ألوان متنوعة، وهو أشبه بالأميبا من كونه عفَنًا.. ويحمل في طياته كثيرًا من العجائب والمفاجآت.

إنها كمثل زائر من عالم غير عالمنا :

منها ما يُنبتُ سيقانًا قصيرة مكسوة بكُريّات ذات لون كلون السلمون؛ ومنها ما يتجمع في كتل ذات مظهر رغوي أو شبكات صفراء متموجة ممتدة. على الرغم من شكلها الغرائبي، فإن هذه الكرات المزركشة هي في الواقع بِنْتُ كوكبنا.. إنها العفونات الغروية (Slime molds)، وهي خليط من أنواع مختلفة تتوزع عبر مجموعات متعددة، بعضها بعيد الصلة عن بعضها الآخر.

وعلى الرغم من اسمها، فإن هذه المخلوقات ذات الفقاقيع لا علاقة لها بالعفن، بل تنتمي إلى مجموعة كبيرة من الكائنات وحيدة الخلية في الغالب والمعروفة باسم “الأمويبوزوا” (Amoebozoa). تزدهر العفونات الغروية في البيئات الرطبة بأرجاء العالم، مثل زوايا جذوع الأشجار المتحللة على أرض الغابات. وفي الفناء الخلفي لبيتك، قد تظهر بين رقائق النشارة.

” لالتقاط هذه الصور، قام المصور “آندي ساندز” بتكبير العفونات الغروية مرات عديدة؛ ومعظمها لا يتجاوز طوله مليمترًا واحدًا إلى مليمترين. واستخدم ساندز أيضًا عملية تسمى التكديس البؤري، حيث يُمزج  صورًا عديدة متشابهة ذات نقاط بؤرية مختلفة لتحقيق حقل أعمق. تم الحصول على الصور عبر “مكتبة صور الطبيعة” (Nature Public Library)”.

تتذكر عالمة الفطريات “ماري تريست” من “جامعة ويسكونسن، ماديسون” باعتزاز صيفًا ممطرًا على نحو خاص تناثرت فيه بقع من العفن الغروي في فناء منزلها. عندما قامت هي وابنتها برش تلك البقع بخرطوم مياه، تفتّحت الحويصلات المليئة بالأبواغ، مُنتجةً الجيل التالي. تقول تريست معلّقةً على ذلك: “إنما كنا بذلك نزرع العفن الغروي في الحديقة طوال الصيف”.

كانت تلك البقع في فناء تريست عفنًا غرويًا يُدعى “قيء الكلب”، وهو أحد العفونات الغروية البلازمية. تُمضي هذه الأخيرة طورًا من حياتها بوصفها لطخات تبحث عن الكائنات الحية الدقيقة لأكلها، وطورًا آخر تُنمّي فيه هياكل بوغية ثابتة بأشكال وتلوينات لا تُعد ولا تُحصى. وتضم هذه المجموعة أحد نجوم عالم العفن الغروي، ألا وهو “فيساروم بوليسيفالوم” (Physarum polycephalum) بألوانه الصفراء الفاقعة. يزحف هذا النوع على طول محالقَ لزجةٍ، وقد أثار اهتمام العلماء بِفضل “ذكائه” البدائي: فعلى الرغم من أنه لا يمتلك دماغًا، يمكنه تحديد أقصر مسار عبر متاهة وتَذَكُّر أماكن الغذاء عن طريق طبعها في الأنابيب التي يتكون منها جسمه.

على كل أبحاث العلماء، لا يزال هناك كثيرٌ من الأسئلة بشأن العفونات الغروية. ومن ذلك: ما مصدر تلك الألوان البراقة؟ لِمَ تلك الأشكال المختلفة للغاية؟ كم عدد الأنواع التي لم تُكتشف بعد؟ “إنه لَأمرٌ مؤلم أن نجهل كل ذلك”، تقول عالمة الفطريات، “آن برينغل”، وهي إحدى زميلات تريست في الجامعة. وتُردف برينغل قائلةً: “إن كثيرًا من التنوع البيولوجي للأرض لا يلاحظه أحد، ولا يتم تسجيله، ولا يخضع للدراسة”. إن العفونات الغروية تذكرةٌ رائعة لنا بتلك الثروات التي لا تخطر على بال، وتنتظر من يكشف الحُجُب عنها.

قلم: مايا واي-هاس

عدسة: آندي سانـدز

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock