للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
العالم من حولك

أفكار جنسية منحرفة ومشاهد خادشة.. كيف تتسلل الإباحية إلى ألعاب أطفالنا؟

( الفوز – محليات )

غزت الألعاب الإلكترونية في السنوات الأخيرة العديد من المجتمعات، ولم تستثن في ذلك أي فئة عمرية. ولاقت رواجاً وإقبالاً كبيرين بخاصة لدى الأطفال واليافعين، الذين تحول كثير منهم، وفق دراسات مختصة، إلى مدمنين على هذه الألعاب ويقضون فيها أوقاتاً أكثر مما يقضونه في غيرها من النشاطات اليومية.

وبعد أن كانت الألعاب وسيلة للترفيه وتنمية مهارات الطفل وقدراته الإدراكية، تحول الكثير من الألعاب الإلكترونية إلى خطر على عقول الأطفال وحياتهم، وتؤثر على الكثير من سلوكاتهم وأفكارهم، بخاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية، وفي غياب التشريع القانوني الذي يؤطر تصميمها ونشرها ومن ثم استعمالها.

وفي الوقت الذي ازدادت فيه شكايات الأسر والمنظمات الحقوقية، من الأثار السلبية لهذه الألعاب وبخاصة التي تشجع على العدوانية وبعض السلوكيات المنحرفة الأخرى، أثير مؤخراً الجدل بشكل محموم حول تورط الكثير من هذه الألعاب في تمرير الأفكار الجنسية والمشاهد الخادشة للحياء، مما يستدعي إجراء حازماً تجاهها، واتخاذ تدابير وقائية لمكافحة انتشارها أو وصولها إلى أيدي الأطفال واليافعين.

مشاهد جنسية في أكثر ألعاب الأطفال انتشاراً

كشف تقرير سابق لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن وجود “مشاكل جنسية” في لعبة “روبلوكس Roblox ” وهي واحدة من أكثر ألعاب الأطفال شيوعاً حول العالم. وحسب ما جاء في التقرير، فإن أحد مشاهد اللعبة على سبيل المثال لا الحصر، قد أظهرت “رجلاً عارياً يرتدي طوق كلب فقط، وتقوده امرأة” وهذا بالإضافة إلى الكثير من المشاهد الأخرى الصادمة والخادشة للحياء.

ولم تكن هذه المشاهد في اللعبة الشهيرة اكتشاف “بي بي سي” وحدها وإنما كانت جزءاً من العديد من الشكايات، للاعبين قد أبلغوا بدورهم عن وجود مشاهد وسلوكيات غير لائقة في لعبة روبلوكس، والكثير من الألعاب الإلكترونية الأخرى.

ووفق إحصائيات رسمية، فإن هذه اللعبة تستقطب شهريا أكثر من 200 مليون مستخدم نشط، جزء كبير منها من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً. وهو ما أثار المخاوف والقلق لدى الكثير من الأسر، ودعوا المسؤولين عن هذه الألعاب إلى تقييد المشاهد والوصول إلى الكثير من تجارب اللعبة من قبل الأطفال.

وإن كانت لعبة “روبلوكس” الأشهر والأكثر رواجاً لدى الأطفال إلا أنها ليست الوحيدة، التي تعرض مشاهد جنسية وأفكاراً شاذة لدى هذه الفئة القاصرة، فلعبة “حياة ثانية Second Life ” اشتهرت بذلك أيضاً، وتتيح للأطفال ممارسة الجنس باستخدام شخصيات افتراضية.

وتفاعلاً مع العديد من الشكايات بشأن هذه اللعبة، تدرس بعض الجهات الرسمية في عدة دول حول العالم، ومن أبرزها ألمانيا سن قوانين وتشريعات لتجريم “الجنس الإفتراضي” مع الأطفال، داعية إلى التشديد على المسؤولين على هذه الألعاب.

وقد تفاعلت العديد من الحكومات العربية والأجنبية سابقاً مع الكثير من الحوادث التي هزت مجتمعاتها وكان سبباً فيها الألعاب الإلكترونية التي روجت لأعمال العنف والجرائم والتطرف وغيرها من السلوكيات العدوانية. وتدق اليوم أيضاً نواقيس الخطر، لظاهرة لا تقل خطورة عن ذلك وهو ما تقوم به هذه الألعاب من نشر لأفكار شاذة وجنسية للأطفال، الذين لا يملك أكثرهم القدرة على التمييز بين السلوكات الخاطئة والصائبة، بخاصة مع غياب الرقابة الأبوية. وتحولت بذلك أداة التسلية العصرية، إلى مدمر إلكتروني يفسد أخلاق الأطفال، وثقافة المجتمعات.

هل يمكن مجابهة ذلك؟

ادعت الجهات المسؤولة عن الألعاب التي صدرت في حقها شكايات وبلاغات من أسر المستخدمين وجهات الادعاء الحكومية، بأنها قد طورت الكثير من الخاصيات لمنع وصول الأطفال إلى الكثير من التجارب والمشاهد الافتراضية.

وأكد بدوره المسؤول عن لعبة “ربولوكس Roblox” بأنه تم تطوير الكثير من الخصائص في اللعبة لضمان الرقابة الأبوية على الأطفال المستخدمين لها، وذلك بتصميم قيود مقفلة باستخدام رقم التعريف الشخصي، بطريقة لن يتمكن الطفل فيها من تجاوز هذه القيود ما لم يكن لديه هذا الرقم.

ويعتبر كثيرون أن هذه التطمينات والتعهدات تعد غير كافية لمجابهة خطر كبير محدق بعقول الأطفال وسلوكاتهم.

وفي هذا السياق قال آندريه بيشسكيه، رئيس تحرير KRAWALL.DE أهم المجلات الإلكترونية التي تتحدث عن الألعاب الإلكترونية، في تصريح إعلامي، بأنه لم يحدث في الواقع، أي نقاش جدي خلال العشر سنوات الماضية حول أخلاقيات تصنيع وإنتاج الألعاب الإلكترونية العنيفة ضمن هذا القطاع. ويعتمد المصنعون، حسب آندريه، على تسخيف هذا الجدل اعتماداً على عدم وجود أي إثبات علمي يربط ما بين العديد من السلوكات والألعاب الإلكترونية.

وبذلك تقع المسؤولية اليوم مناصفة على عاتق الأسر والهيئات التربوية لنشر الوعي والرقابة الكافية، كما تقع المسؤولية على الجهات المختصة في الدفع في اتجاه تقنين استخدام ونشر هذه الألعاب والرقابة على المحتوى الأخلاقي فيها، وفق ما أكده خبراء واختصاصيون.

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock