للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
الأخبار المثبتة

المثليين ” الشواذ ” في حكم ” اردوغان “

( الفوز – دوليات ) 

img_4423

سطر الرئيس التركي أردوغان سطرًا جديدًا، في تاريخ إثارته للجدل، فعقب ساعات من تفريق قوات الشرطة التركية تجمعًا للمثليين جنسيًا في إسطنبول بالقوة، عقد “طيب”، جلسة مع عددًا من لمتحوليين جنسيًا، ينتاول معهم الإفطار عل مائدة واحدة.

جمعت المائدة كلًا من الرئيس التركي وزوجته، إلى جانب أشهر المتحولين جنسيًا، من بينهم المغنية التي تحولت في الثمنيات من ذكر إلى أنثى، بولنت أرسوي، التي دعاها قبل ذلك إلى حفل إفطار خاص في قصره، الأمر الذي آثار سخرية نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، عن كيفية وجود رئيس إسلامي يشجع المثلية ويحللها.

والقى أردوغان كلمة له أثناء الحفل هنأ فيها المدعوين برمضان قائلًا: “إن الفنانين والرياضيين المثليين يمثلون ما يسمى بالقوة الناعمة لبلادنا، ونثمن الدبلوماسية الثقافية ولديها فاعلية ليست بأقل من تلك السياسية، وأتمنى لكم مواصلة تمثيل وطننا على الساحة الدولية بشرف”.

ولم يكن الموقف الوحيد الذي يظهر فيه الرئيس التركي دعمه للمثليين جنسيًا، فشهدت فترة حكمه التي بدأت في 2014، تحولًا جذريًا في حياة المتحولين جنسيًا على الأراضي التركية، حيث تحتل تركيا المرتبة الثانية، بعد ألبانيا في الإقرار بحقوق المثليين.

اعداد المتحولين في تركيا :

وعلى صعيد الأعداد .. فقد وصل عدد المتحولين جنسيًا في أنقرة، إلى نحو 3 مليون مثلي، بالرغم من أن تركيا تعتبر دولة إسلامية يحكمها رئيس مسلم، ولدى حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي، دور فعال في المشهد السياسي والبرلماني.

ولم يكن دعم “أردوغان” للمثليين، هو مجرد اتهامات موجهة له، ولكن هناك اعتراف خرج منه قبل ذلك، من خلال مقطع فيديو تداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في 13 أغسطس 2014، يعترف فيه أردوغان بدعمه للمثليين جنسيًا، ويدعوهم للمشاركة في الحياه العادية.

تنظيم مسابقات وعروض ومسيرات للمثليين :

وفي عهد أردوغان، استطاع المثليين جنسيًا تنظيم مسيرات للمطالبة بحقوقهم جهرة في شوراع أنقرة، وهو ما كان ممنوع قبل ذلك بسبب الخلفية الإسلامية للجمهورية التركية.

في يونيو 2014، استطاعت منظمة “LGBT”، المناصرة لحقوق المثليين حول العالم، تنظيم أضخم مسابقة لاختيار ملكة جمال المثليين جنسيًا، وتم فتح باب التقديم بحماية من السلطات التركية، وخلالها تم اختيار المتسابقة “يانقي بيرام أوغلو”، كمجلة جمال المثلية.

كما دشنت المنظمة، أسبوع عُرف باسم “الحرية الجنسية” في مدينة إسطنبول، وشارك فيه آلاف من المتحولين جنسيًا والمثليين الذين قدموا من دول مختلفة، وفي مقدمتهم الإيرانيين، ووصل أعدادهم نحو 100 ألف شخص.

كما شهدت تركيا في نفس الشهر، تنظيم أضخم وأول عرض أزياء للمثليين جنسيًا، لتذهب أمواله للضحايا المثليين الذين تعرضوا للعنف والكراهية.

اصدار أول مجلة للمثليين :

وفي عهد أردوغان، تم إصدار أول مجلة للمثليين جنسيًا، خلال شهر أغسطس من العام نفسه، حيث صدرت بعنوان “جاي ماج” لرئيس تحريرها الصحفي “أمير أقجون”، وصدرت في أولى أعدادها تحت عنوان، “رويدًا رويدًا سنكسر نحرق كل الحواجز والصعوبات”، في إشارة للحصول على حقوقهم.

اعلان زواج المثليين :

وخلال فترة حكمه، تم إعلان زواج عددًا من المثليين في شوارع أنقرة، حيث تم زفاف “أكين كاسار”، البالغ من العمر 21 عامًا، وأمر الله طوزون، البالغ من العمر 28 عامًا، بعد علاقة دامت 3 سنوات تقريبًا وانتهت بالزواج.

كما تم الإعلان عن زواج القنصل الأمريكي في اسطنبول، “تشارلز أف هينتر”، من شاب تركي يدعى “رمضان تشايسفر”.

وفي مطلع عام 2015، أعلنت وزارة العدل التركية، عن عزمها إنشاء سجن خاص بالرجال المتحولين جنسيًا في مدينة “إزمير”، بسبب ما يتعرض له المثليين داخل السجون التركية حيث يتم عزلهم عن النزلاء الآخرين بسبب المضايقات التى يتعرضون لها.

ترشح المثليين في البرلمان :

كما تمت الموافقة على ترشح نائب تركي مثلي الجنسية في الانتخابات البرلمانية التي تمت الأسبوع الماضي، في سابقة تعد ثورة في تاريخ المتحولين جنسيًا في تركيا.

وإزاء كل هذا الدعم، قدم المثليون دعمًا كبيرًا للرئيس التركي، خلال حملته الانتخابية الأخيرة، فحرصوا دائمًا على حضور مؤتمراته الانتخابية، ودشنوا صفحة لدعمه على موقع “تويتر”، ووصل عدد أعضاء الصفحة إلى 937 شخصًا.

الحالة النفسية للرئيس اردوغان :

وفي هذا الصدد، رأى الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم النفس الاجتماعي والسياسي بالجامعة الأمريكية، أن طبيعة شخصية أردوغان تعاني من مرض حب الظهور والاختلاف، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي دومًا ما يحب السير عكس التيار، فدعمه للمثليين يجعله يحمل لقب أول رئيس مسلم يدعم المتحولين جنسيًا.

وأوضح أنها محاولة لمغازلة الغرب والظهور بمظهر الحداثي الإنفتاحي الذي راهن عليه الغرب كنموذج جيد يجمع بين قيم الغرب الحداثة وجذوره الإسلامية، مما جعل شخصيته تصبح مختلطة ومتناقضة، بين التحضر ومحاولة التدين، طمعًا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ورأى هشام النجار، الباحث الإسلامي، أن أردوغان يهدف إلى امتلاك ما يمسى القوة الناعمة، وهي من أدوات التأثير الإعلامي والأنتاج الفني والدرامي، مشيرًا إلى أن الرئيس التركي يحرص على أن يظل دائمًا مُمتلكًا لهذه القدرات والتأثير الناعم في محيطه الإسلامي والغربي، والتناقض بينهم.

وأوضح أن المتحولة جنسيًا التي جلس معها الرئيس التركي، هي إحدى الفنانات المشهورات في أنقرة، واللقاء معها أثناء الإفطار الأخير تمتين للعلاقة بين السلطة والفنانين وحرص على تشجيع هذا المجال الذي يعتبر أحد أهم أدوات تركيا في المنطقة.

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock