للاعلان هنا .. اتصل بنا على 99793374
إضاءات

الأبعاد التاريخية للعداء على” السلفية “

( الفوز – منوعات )

تجددت في الآونة الأخيرة وازدادت بوتيرة متصاعدة الحملة الشرسة ضد النهج السلفي والتي تقودها جماعات وفئات تعمل بوعي أو غير وعي منها على تنفيذ رغبات وتحقيق استراتيجيات لأيدلوجيات تحارب الإسلام في جوهره، علاوة على ذلك فإننا نجد البعض منا يردد أقوالاً ومصطلحات مدفونة كالسم في العسل لتلعب دور المفاهيم البديلة حتى نعتاد تردادها دون وعي بمضمون فعلها في عقلنا العربي الإسلامي ومكنون ثقافتنا التي ترسخت عبر القرون وفقاً لما جاءنا من علوم دينية وشرعية من علماء أجلاء جاهدوا لأجل الحفاظ على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

لاشك أننا نرى أن للغرب عذره وللأيدلوجيا المضادة لمذهب السنة والجماعة من والشيعة الباطنية عذرها كذلك في أن تحارب وتعادي كل ما هو سني، ولكن كيف نجد العذر والمبرر للآخرين ممن يصنفون ضمن المذهب السني في ترديد تلك المفاهيم والأقوال التي تصف النهج السلفي بالتطرف حيناً وأحياناً أخرى بأنه السبب الرئيس في ظهور وتفريخ الجماعات التي تحمل السلاح وتمارس العنف باسم الدين وتقاتل الجميع كالقاعدة و»داعش»، …الخ، من الجماعات السياسية المتطرفة التي تعمل بكل أسف باسم الدين.

من المعروف تاريخياً ولكل من قرأ تاريخ الدولة الإسلامية منذ نشأتها وتأسيسها في المدينة المنورة بأنها قامت على مبدأ الحفاظ على الجماعة الإسلامية باعتبارها القوة الحقيقية للدولة الإسلامية، أي إلى جماعة تعيد تأسيس الاجتماع الديني – الذي تكون في مكة المكرمة – وتعمق بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، تعيد تأسيس الاجتماع الديني للمسلمين في صورة اجتماع سياسي،أي ما نسميه اليوم كيان دولة ذات سيادة وقيادة.

وبعد أن انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه استطاع الصحابة وبما اكتسبوه من علم وخبرة بمصاحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم القائد العظيم والنبي المرسل في الحفاظ على الجماعة الدينية والسياسية من التفكك وذلك بإتباع المنهج النبوي القائم على الكتاب والسنة النبوية.

ومع تطور الدولة الإسلامية وتعدد الشعوب التي دخلت الإسلام بعد الفتوحات الكبيرة واحتكاكها بالثقافات والديانات الأخرى التي كانت تعتنقها تلك الشعوب قبل دخولها الإسلام فقد تعددت الطوائف والفرق والمذاهب التي تأثرت بتلك الثقافات، ونتيجة للصراع التاريخي الذي كان قائماً قبل الإسلام بين العرب والفرس فقد ظهرت الدعوة للشعوبية التي قادها المانويون الوثنيون في فارس وما حولها من بلاد خراسان للقضاء على الإسلام ممثلاً في النهج النبوي السني حتى ظهور المذهب الشيعي الباطني الهرمسي «والهرمسية عبارة عن فلسفات وعقائد وثنية»، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا وهذه الطوائف المنحرفة عن الحق تحارب الإسلام السني وبكل الوسائل المتاحة الفكري منها والثقافي.

كذلك ونتيجة للضعف الذي اعترى الدولة الإسلامية والتفكك الذي لحق بجماعتها الدينية والسياسية ولعصور متعاقبة قرناً بعد قرن حتى اختلطت العقائد الوثنية التي كانت سائدة قبل الإسلام بالعقيدة الصحيحة مما أدى إلى انحراف في العبادات الصحيحة واختلاط الشرك بالتوحيد، فقد قيض الله بعلمه وقدرته في كل عصر من العصور من يقوم من العلماء ويتصدى لتلك الظاهرة الخطيرة من الانحرافات واختلاط الشرك بالتوحيد والدعوة للعقيدة الصحيحة والعودة لنهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين.

ولقد كانت النقطة المفصلية في التاريخ تلك التي اصطلح المؤرخون على تسميتها بالفتنة الكبرى والتي حدث فيها أكبر انشقاق ديني سياسي في تاريخ الإسلام، مما أحدث شرخاً في الجماعة الإسلامية التي أسسها الرسول صلى الله عليه وسلم وحافظ عليها الصحابة من بعده والتي تفرع من بعدها أحداث جسام أدت إلى ما أدت إليه من بروز ظاهرة الخروج على الجماعة وظهور الجماعات السياسية المتطرفة دينياً كالخوارج وغيرهم، حتى ظهور مذهب الشيعة المتأثر بالعقائد الوثنية المانوية والهرمسية التي كانت سائدة في بلاد فارس كما أسلفنا، ومنذ تلك اللحظة التاريخية الفاصلة ما زالت تتجدد ظاهرة التطرف السياسي والخروج على الجماعة بدعاوى دينية مختلفة ولكنها في جوهرها عبارة عن جماعات سياسية تخالف مذهب السنة وخروج على جماعة المسلمين والنهج السلفي.

بقلم : الأمير/ د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز.

للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock