( الفوز – دوليات )
الصراع المسلح الذي جاء بعد نحو عامين ونصف على تنحية رئيس البلاد الراحل علي عبدالله صالح كان نتيجة وعنوانا عريضاً لفشل القوى السياسية والاجتماعية في وضع تصور شامل لمستقبل الحكم، واحترام التوافقات التي توصلت إليها في مؤتمر الحوار الوطني الذي رعته الأمم المتحدة لبناء دولة وطنية اتحادية جديدة.
وكان اجتياح المقاتلين الحوثيين للعاصمة صنعاء واستيلاؤهم على السلطة بقوة السلاح في الحادي والعشرين من سبتمبر / أيلول 2014 بمثابة الشرر الذي أشعل فتيل الانفجار الكبير.
الحصاد المر للصراع :
تشير الاحصاءات الأولية للأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 330 ألف قتيل على الأقل وعشرات الألوف من الجرحى والمصابين على جانبي النزاع بينهم عدد كبير من المدنيين، أطفالٌ ونساءٌ ورجال.
كما أدى اشتداد القتال البري بين قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وحركة أنصار الله المتمردة والغارات الجوية التي شنتها مقاتلات التحالف بقيادة السعودية إلى نزوح وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
وألحقت المعارك دماراً شبه كلي بمحمل البنية التحتية المدنية والعسكرية والأمنية تقدر كلفتها بمئات المليارات من الدولارات.
هل اندلعت الحرب بالوكالة ؟
قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً عسكرياً كبيراً للتدخل (المباشر) في النزاع لـ “دعم الشرعية اليمنية نحو استعادة الدولة وعودة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي إلى عاصمتها صنعاء” وذلك بناء على طلب منه كما قالت عقب فراره من الإقامة الجبرية في منزله بصنعاء ومنها إلى عدن ثم الرياض.
لعبت إيران ما وصف بأنه أدوار معلنة وأخرى غير معلنة لدعم الحركة الحوثية التي تحالفت مرحلياً مع خصمها السابق رئيس البلاد الراحل صالح الذي قتل لاحقاً في مواجهة ثأرية على خلفية حروب ست سابقة بينهما وتنازع على السلطة بعد فرار الرئيس المنتخب.
كما تبادلت طهران السفراء مع الحوثيين في اعتراف صريح بالحركة كحكومة أمر واقع في صنعاء، وهو ما لم تفعله أي دولة أخرى في العالم.
الحوثيون اعتمدوا سفيراً لهم لدى الحكومة السورية للمرة الثانية، أولهما نايف القانص وثانيهما عبدالله علي صبري لكن دمشق لم تعتمد أوراقهما، بل لم تتسلمها أو ترسل نظيراً إلى صنعاء.
تقرير : bbc لندن
للإستعلام عن المخالفات ودفع الغرامات